الخميس، 5 نوفمبر 2015

عجبا لغزال قتّالٍ عجبا ||



تحاول بأصابعها المتورّمة أن تشمر ثيابها أن لا تبتل بطين الشارع . بذات الأصابع  تحمل حقيبتها . تحاول بكل ما أوتيت من صبر أن تشير الى سائق سيارة الاجرة  . تشمر وتحمل وتشير بذات اليد . اليد الثانية لابأس بها . هي من صرفت لها يوم راحة مدفوع الاجر . تحاول هذه الفتاة أن تآخي النقص الذي تزفر به روحها بنقص جسدي  لتقول:'' أنا هكذا متّزنة  بالنقصان. أنا هكذا أعرج بيد واحدة.''  لا أحد يلحظ عرج الذات لذلك هي تعرج بيدها. سائق الأجرة يتوقف. تسرع هي الخطى. تُفلت فستانها. تتعثر. تحكم قبضتها على الحقيبة.  تُفلت الحقيبة حتّى لا تقع هي . أحداهن تفتح باب السيارة وتصعد . .. الفتاة توهمت أنها هي من استوقفت السائق . هي توهمت ذلك . لا بأس .. تلتقط حقيبتها. تشمرعن خيبتها وثيابها بكلتا يديها. تلتفت يمينا.  شمالا.  تقطع الشارع الى الجهة المقابلة .  تعلم الآن أن كل الجهات يمكن ان تكون طريقا الى مكان ما. تستوقف سيارة اخرى . تصعد وتبدأ انفاسها بالتصاعد حتى تكاد تبلغ مسامع السائق. ألقت نظرة على العدّاد قبل أن تدفع له . لمحت اصابع السائق متورمة كأصابعها . ابتسمت من سخرية الموقف . نزلت وهي تردد: عَجَبًا.. لغَزَال قتّالٍ عَجَبًا .  راديو سيارة الأجرة كان يذيع المقطع على طول الطريق. .  تصعد درجا عاليا . تلتفت يمينا .. بعض الخطوات وتصل الى عملها. اليوم أيضا ستتورم أصابعها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق