الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

غيرة منهن لا أكثر ||



نورك لم يبلغ الأَسْقُفَ **  و ولّينك عليهن أُسْقُفَا
جاوزن بك الحد فاصلا** قد صنعن أمرًا سُخفا
غرّتك الصبايا والعوانس ** طُفن بك دينا وعُرفا
فيا خيبة الطّائفات عليك** أظننك عُبيدًا عاكفا؟

وكل تقول رضاك هواي ** و أنت تجوب عليهنّ طيفا
أشهدن عليك اللّيالــــي ** و أسمارهنّ حديثا حنيفا
ما علمن أن لياليــــــــكَ ** وغزلَ فِيكَ، واسعات شِظَافا
وشهادة السَّمَر مجروحة ** وأنت حاشاك مُعترفا

فلكَ عشهَـــــــــــا كيفما ** شاء حظّك فيها مستخففا
وهن يا عمري كيف** سيمضين بعد يمينك الجَنِفا
عليهن حال أهل البَلى ** سلاما وأرجو حال الشِفا
وكلٌّ تُعاب على ميلها ** وأنت  الصواب أيا أُسْقُفا 
ــــــــــــــــــ

الاثنين، 16 نوفمبر 2015

ليكن ||


د
ون مقدّمات ...
لتكن مشاعركم مرئية . ليكن حقدكم فعلاً .لاتكتموه إحساسًا. بل قزّموا وأسيؤوا لمن تحقدون عليهم.
بعد أن تخرج هذه الشّحنة منكم، حتما تصبحون أكثر اتزانا. ستعلمون بعد فترة قصيرة أنه آن الأوان لنتصالح جميعا. ستعتذرون ، أقسم لكم أنكم ستضحكون مما حصل وسينتهى الكره بينكم. السوء فيكم يكتم انفاس الخير.
فأخرجوه فعلا ، لا تكتموه خوفا ولا رغبة في أجر كاتم الغيظ ولا تفتوا لأنفسكم . كونوا بشرا سيئين واضحين تعمر بعد ذلك أرواحكم بالحب.

ليكن حبكم مرئيًّا . كرّروا على مسامع من تحبون : *صباح الخير . أن يبتدأ صباح أحبابكم بعبارة منكم لهو النصر لهم. لاتكونوا افتراضيين، لا تكونوا غائبين، لا تكون مجرد أحلام لهم. اظهروا فجأة أمام أعينهم حقيقة. وإن أردتم فأعلموهم مسبقا حتى يكونوا في استقبالكم. عرّفوهم على أهلكم وزملائكم وأعدائكم. لا تكتموهم سرًّا حتى لا تنسوهم فمن الأسرار ما يُنسى اذا اشتد كتمانه. ثم إن كان حبهم زيفًا فستعلمون ذلك حين ترون في أعينهم تغيرا وهم يصارعون معكم واقعكم. قد يبتعدون وقد يكرهونكم.

أنا لا أجرؤ لأني أخاف. أخاف أن يصبح عدوي حبيباً . أخاف أن يصبح حبيبي عدوًا.
فأكتم كرهي وأسرُّ عشقي.


الخميس، 5 نوفمبر 2015

عجبا لغزال قتّالٍ عجبا ||



تحاول بأصابعها المتورّمة أن تشمر ثيابها أن لا تبتل بطين الشارع . بذات الأصابع  تحمل حقيبتها . تحاول بكل ما أوتيت من صبر أن تشير الى سائق سيارة الاجرة  . تشمر وتحمل وتشير بذات اليد . اليد الثانية لابأس بها . هي من صرفت لها يوم راحة مدفوع الاجر . تحاول هذه الفتاة أن تآخي النقص الذي تزفر به روحها بنقص جسدي  لتقول:'' أنا هكذا متّزنة  بالنقصان. أنا هكذا أعرج بيد واحدة.''  لا أحد يلحظ عرج الذات لذلك هي تعرج بيدها. سائق الأجرة يتوقف. تسرع هي الخطى. تُفلت فستانها. تتعثر. تحكم قبضتها على الحقيبة.  تُفلت الحقيبة حتّى لا تقع هي . أحداهن تفتح باب السيارة وتصعد . .. الفتاة توهمت أنها هي من استوقفت السائق . هي توهمت ذلك . لا بأس .. تلتقط حقيبتها. تشمرعن خيبتها وثيابها بكلتا يديها. تلتفت يمينا.  شمالا.  تقطع الشارع الى الجهة المقابلة .  تعلم الآن أن كل الجهات يمكن ان تكون طريقا الى مكان ما. تستوقف سيارة اخرى . تصعد وتبدأ انفاسها بالتصاعد حتى تكاد تبلغ مسامع السائق. ألقت نظرة على العدّاد قبل أن تدفع له . لمحت اصابع السائق متورمة كأصابعها . ابتسمت من سخرية الموقف . نزلت وهي تردد: عَجَبًا.. لغَزَال قتّالٍ عَجَبًا .  راديو سيارة الأجرة كان يذيع المقطع على طول الطريق. .  تصعد درجا عاليا . تلتفت يمينا .. بعض الخطوات وتصل الى عملها. اليوم أيضا ستتورم أصابعها .