السبت، 11 أبريل 2015

هذه الحياة التي التي كنت أرفس بطن أمي كي أعيشها ..



''هذه الحياة التي كنت أرفس بطن كي أعيشها'' ..  لا أعلم إن كان قائلها يبرّر رفس بطن أمه ويفتخر بحياته التي حقق فيها ذاته. أو هو يحاول أن يُرينا مدى شجاعته واقدامه في خوض معارك الحياة اذ بدأها بالرفس . أو هو سُخط منه على قلة حيلته وانعدام حظه  وندم وتأنيب منه لنفسه ..  كل حسب تجربته في الحياة.

أنا لم أرفس بطن أمي!  خرجت إلى هذه الحياة مستسلمة .. وكأن شقِيَّ الحياة معلوم لديها قبل أن يزورها، فتحكم عليه بالدخول مذعنا طائعا قائما بكل طقوس الولاء في حضرة قلة الحظ وتحت عرش الشقاء . كذا هم التعساء تُقلَّم أظافرهم بمبرد من زجاج  تتورّم على إثره أصابعهم حتى لا تكون لهم قدرة على أخذ حقهم من الحياة أخذ الكفّ بالكفّ. و لأنهم بلا حظٍّ تتلقّفهم أمُّ الصّبيان  فتُرضعهم الفشل حتى اذا اشتدّ عودهم تبنّاهم القهر وأنشأهم على الذلّ والعجز  فتراهم يقفون عكس الرياح  خانعين  فإذا رمت بهم العواصف الى جدران الإكتئاب إنكسر فيهم ضلع الصّبر فتجبره لهم الوحدة  بألواح من اليأس الفاخر . 

فلتئد الأمّهات أبناءهنّ الذين لم يرفُسوا بطونهنّ ! قبل أن ترمي بهم  الحياة في محرقة الوِحدة والعدم. 


.أم الصبيان : التّابعة من الجنّ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق