الأربعاء، 29 أبريل 2015

ما كان حديثا يُفترى ||



أريد أن أتحدث عن فنجان القهوة  الأبيض المشقوق ذي المقبض المكسور. نحن لا نتخلّص من الأواني اذا كان الكسر فيها لا يرشح . أجعل تحت الفنجان صحنا بنيا أظنه لفنجان آخر كُسر منذ سنة، أضع فيه العلكة التي كنت ألوكها . أفعل ذلك بكل رضاً... أنا لست مغرمة بتصوير فناجين القهوة وكتب التنمية البشرية . حتى لو كنت كذلك لما تجرأت على تصوير الفنجان المشقوق.
كل ما في الأمر أنني تعودت على هذا الفنجان وهناك ثلاثة فناجين أخرى أحدها مشقوق والآخر بهتت زخرفته حتى اختفت والثالث أظنه ليس لنا أصلا . ولا أرى في هذا عيبا ولا شحا ولا بخلا . انما هي ضرورة نلجأ اليها لنتعرى من الحياة المركبة بعلاقاتها وزياراتها ومجاملاتها : كمناديل ازالة المكياج تماما، نرفع بها الكلفة بيننا وبين أنفسنا لنرى وجوهنا بلا زينة . لنرتاح أكثر.

وأريد أن أتحدث عن علبة الأحذية التي اجمع فيها بعض أغراضي . هي ليست لي ولم أفكر في شراء حذاء منذ فترة . وجدتها بالقرب من البيت فأخذتها، تبدو من كرتون جيد ولونها أعجبني .

كما أريد أن أتحدث عن هاتفي  الذي أغلقته منذ شهر تقريبا ولا أذكر حتى أين وضعته . أنا لا اعلم صدقا سبب إغلاقه . وكلما سألني أحد عن هاتفي أحاول تغيير الموضوع .  ليست المرة الأولى التي أغلق فيها هاتفي دون سبب . عشت لسنتين أو اكثر بهاتف مغلق . حتى حين كنت أدرس في الجامعة لم أكن أحمل معي هاتفا. أنا هكذا أفضل .

أريد أن أتحدث عن كل شيء ، عن السخيف والمهمّ، عن الحقيقة والخاص والعام وما  أعمّ.


الخميس، 16 أبريل 2015

دعاء يجمّد الماء ||


اللّهم إني أبرء إليك من وقاحة ملتزمي تونس، وغباء ملتزمي تونس، وقلة حياء ملتزمي تونس، وحماقة ملتزمي تونس، وجهل ملتزمي تونس. بئس القشور هم . اللّهم استبدلهم بقوم يؤمنون بك حقا، ويسلمون لك حقا ،ويخافونك حقا . 

اللّهم ان الشباب منهم زنادقة كذابون، والفتيات منهم حمقاوات، والرجال منهم كالدّواب، والنساء منهم تركوا دينك وعبدوا أزواجهن .
يارب انّك تعلم سرهم وعلانيتهم فاسترهم واكتم أنفاسهم وأرح مسلمي العالم منهم.
يارب انّك تراهم هجروا قرآنك واستبدلوه بدورات الرقية والحجامة والغسل وكيف تتجملين لزوجك .
يارب ان المرأة منهم  تُفتي في الأمر كُلّه :فقها وعقيدة ، و مرجع اجتهادها زوجها فان غير قوله غيرت هي الفتوى . يارب فاجعل فتاويهن لا تغادر حناجرهن . 
يارب ان الرّجل منهم كان جاهلا قاطع طريق  ويوم التزم  قصّر الثوب وأطال لسانه في عورات الناس وأرسل لحيته ومعها أرسل سوء النّيّات، أو هو ابن أمّه عاجز تافه يُجادل في المسلّمات  .. فهم في التزامهم اسوء من جاهليتهم . يارب انهم يحسبون النساء جواري عندهم فأجرنا منهم . 
اللّهم اني أعوذ بك أن أُجالسهم أو أخالطهم أو أسمع منهم أو أجاورهم أو ألقاهم في محطة أو اعترضهم في سوق أو اشتري منهم في دكان أو أن تمسّ عربتي في المونوبري عربتهم .  يا الله انعم علينا بأن تصرفهم الى النوم أو الى ماشئت  فان أخلاقهم عورة  وأفكارهم عورة  فاستر عوراتهم عنا . يارب انهم يتظاهرون بأنهم يُعيدون مجد أمّة إقرأ وهم لا يقرؤون . يارب ان مكتباتهم تطول وتتسع  وعقولهم تقصر وتضيق . يارب انك أعلم بصور الكتب  والقهوة في حساباتهم الفايسبوكية واعلم بكل اقتباس نشروه وهم لا يفقهونه . 
وآخر دعوانا أن احفظ اللّهم مواقع التحميل المجانية للكتب الالكترونية فما يدخلها الاّ السّاعون لمعرفتك المؤمنون بعقولهم في ادراك عظمتك. 
اللّهم هذا الدّعاء ومنك الإجابة . 
أقول قولي هذا وأسغفر الله لي ولكل مؤمن على خلق ولكل مؤمنة لا تتغزل بزوجها في الفايسبوك.

السبت، 11 أبريل 2015

هذه الحياة التي التي كنت أرفس بطن أمي كي أعيشها ..



''هذه الحياة التي كنت أرفس بطن كي أعيشها'' ..  لا أعلم إن كان قائلها يبرّر رفس بطن أمه ويفتخر بحياته التي حقق فيها ذاته. أو هو يحاول أن يُرينا مدى شجاعته واقدامه في خوض معارك الحياة اذ بدأها بالرفس . أو هو سُخط منه على قلة حيلته وانعدام حظه  وندم وتأنيب منه لنفسه ..  كل حسب تجربته في الحياة.

أنا لم أرفس بطن أمي!  خرجت إلى هذه الحياة مستسلمة .. وكأن شقِيَّ الحياة معلوم لديها قبل أن يزورها، فتحكم عليه بالدخول مذعنا طائعا قائما بكل طقوس الولاء في حضرة قلة الحظ وتحت عرش الشقاء . كذا هم التعساء تُقلَّم أظافرهم بمبرد من زجاج  تتورّم على إثره أصابعهم حتى لا تكون لهم قدرة على أخذ حقهم من الحياة أخذ الكفّ بالكفّ. و لأنهم بلا حظٍّ تتلقّفهم أمُّ الصّبيان  فتُرضعهم الفشل حتى اذا اشتدّ عودهم تبنّاهم القهر وأنشأهم على الذلّ والعجز  فتراهم يقفون عكس الرياح  خانعين  فإذا رمت بهم العواصف الى جدران الإكتئاب إنكسر فيهم ضلع الصّبر فتجبره لهم الوحدة  بألواح من اليأس الفاخر . 

فلتئد الأمّهات أبناءهنّ الذين لم يرفُسوا بطونهنّ ! قبل أن ترمي بهم  الحياة في محرقة الوِحدة والعدم. 


.أم الصبيان : التّابعة من الجنّ