الجمعة، 10 أكتوبر 2014

مراهقة معوقة ||



القرارات المصيرية والحتمية لا تؤخذ بسرعة فتفشل. إنّما يكون ذلك على أقل من مهل :
أنا حين أقرّر إلغاء شغفي بمتابعة شخص ما على الإفتراضي، لا أقوم بحظره ولا بكبت رغبتي في ذلك. بكل بساطة لا شيء يضمن عدم رفع الحظر عنه وقد تفرط منّي رغبتي.
لذا أتّبع الخطة الثانية : بأن أضيف خاصية recevoir des notifications  لحسابه. بعد 5 او 6 منشورات  يتم اعلامي بها يبدأ ضغطي في الإرتفاع وتتوتر أعصابي، هكذا أنا وضعت اصبعي  في عين الرّغبة بالمتابعة.  كانت أول تجربة مع حساب الكاتب أحمد خيري العمري. فأجدني  لا شعوريًّا ألغي هذه الخاصية في فترة قصيرة  وأكون خلالها غير قادرة حتى على النظر الى منشوراته التي قام بمشاركتها الآخرون. ثم صرت اعتمدها مع الباقين.

نفس الطريقة أتبعها مع الأشخاص الذين أعرفهم واقعا أو شبه واقع ويكون تواصلي معهم هاتفيا. أحاول أن أتصل بهم وقت انشغالهم فلا يجيبون. فأعيد الإتصال ألف مرة في الدقيقة، فلا يجيبون. حينها أقطع يد الرغبة في الإتصال بهم ثانية، وأكون قد تخلصت نهائيا من اعتبار الهاتف خيط ربط بهم.

أيضا المقاطع السّمعية التي أدمنها كل فترة والتي من فرط تعلقي بها صارت تلازمني حتى اوقات العمل وقبل النوم ومباشرة عند الاستيقاظ ،  لا أنتظر حتى يصيبني الجنون من فرط جمالها. إذًا أضعها رنة للهاتف. خلال يومين تكون رغبتي السمعية قصواء الأذن تجاهها . حيث ترتبط في ذهني بالهاتف وازعاجه الدائم .

الروايات pdf التي أعيد قراءتها كل فترة، والتي ارهقني التعلق بها. أقوم بوضعها جميعا على سطح المكتب فيظهر السطح مكتضا بها يحولها في نظري الى فوضى يستحيل ترتيبها. فيكون مثواها الأخير في ملف كوكتيل من الصور والسمعيات وغيرها.

  أنا أعرف جيدا كيف أقتل رغباتي وأجعل أطرافها تتساقط أمامي. فلا يكون هناك أمر ولا شخص  ضروريّ وحيويّ وأساسيّ وهاجسيّ وحياتيّ بالنسبة لي . هكذا أتخلص من نقاط ضعفي .
أنا لا أريد أن أكره، لأن الكره هو أقرب للإنغماس في الحب .  لذا أربط ما أهرب منه بتوتر الأعصاب، وهكذا أكون أكثر أمانا محتفظة بعلاقات سطحية بشرية كانت أو شيئيّة. هذه الفكرة أخسر معها جمالا كاد يقتلني. وأكتسب  بها تبلدا في الرّغبات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق