السبت، 21 سبتمبر 2013

وطن وشاي ||




أتقزز من الوطنية والحديث بمنطق الدولة  والمنطقة و التحيز للجهة. حتى الحديث عن تميز منطقة دون أخرى بنوع من المأكولات  يشعرني بغباء المتكلم والسامع على حد السواء. 

شاي المغرب بالنعناع، وشاء الخليج بالقرنفل، وشاي أنقلترا بالليمون، وشاي الهند بالتوابل الحارة . تعجبني كلها ولا داعي لحب وطن بأكمله من أجل كوب شاي . قس على ذلك أنواع الخبز، واللباس الذي الأصل فيه الستر وليس النوع.
تونس كدولة لا تعنيني أبدا، والخروج منها إلى أي مكان آخر لن يشعرني بالحنين إليها، ولا إلى سكانها . ما يجمعنا بالمكان والأشخاص هو ديننا وحرماتنا وليس أشكالنا وحدود مزارعنا.

ذاك الطالب الجامعي المسافر للدراسة يتصل يوميا بأهله ليسألهم عن حالة الطقس عندهم، عَرضه على طبيب نفسي يبدو ضرورة. ما دخله هو بطقس مكان يبعد عنه مسيرة يوم وليلة؟ شعور الإنتماء سذاجة.  ويظل متمسكا بالحديث عن جمال مسقط رأسه.

عن نفسي عشت في أكثر من منطقة داخل تونس وإن شاء الله إن كان في العمر بقية لن أتمسك بمكان واحد . ولن أمدح مكانا تركته على حساب مكان يؤويني .  وأسأل الله أن يخرجني دون رجعة من هنا وعهد عليّ أن لا أتصل بأحد لأسأله عن الطقس  

وجهة_نظر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق