الأربعاء، 6 أغسطس 2014

إمكثي إنّي آنست ||


عزيزتي أفكاري الخاصة بالسّنة الماضية ،،


أمّا بعد ..

أنتِ لم تقطعيني فجأة، وأنا كذلك لم أنشغل عنك لوهلة. نحن الاثنتان بريئتان من الهجر ومن خطيئة الإستبدال . أنا كل يوم أكبر، وكل يوم يخطو النسيان الىّ أسرع، لكني لم أقترف في حقك النسيان . أما انتِ فصرت ضبابية بعض الشيء ثم غبتي عني تماما. لا أعلم إن كنتِ تحسين ذلك . لا أعلم  أيروقكِ الأمر هكذا .. أنا على يقين تام أن الأفكار لا تندثر، لا تزول،  لا تختفي، لا تضيع..  هي فقط تروح وتغدو بين هذا وذاك . الأفكر ليست مِلك أحد، هي تلقانا فنتشبع بها ثم تستودعنا آثارها وتُقرؤنا سلاما لبناتها . ألا ترين أنني أنجز الأمر ثم أقول هو من بنات أفكاري؟ هو مني وحدي لا سلطان لأحد عليّ فيه. أترين انّني وفيّة لكِ؟

عزيزتي ،، أنا اليوم لا أفتقدك بقدر ما أفتقد حالات الفزع من كثرتك مع عدم القدرة على تحقيقك . كنت أخاف أن أحتفظ بك  مكتضّة في رأسي  حتى اختنق بكِ . لكن اليوم انا أنجزت منك الكثير ، وصار يرعبني أن أصحو يوما لأجد فراغا بدل الأفكار . كنفاذ آخر سيجار من علبة مدمن ، وآخر قرص من علبة مريض،  وآخر قطرة من سماط  عابر سبيل . فهمتِ قصدي؟

أعترف لكِ أنّي كنت في حالة ركود عمليّ  وأنت من كنت تفيضين عليّ حتى أستوي قائمة. كنت تخيّرينني بين كذا وكذا . وكنت تمنعين أحلام العصافير أن تعشش في عقلي . أنا اليوم صرت أعلم الفرق بين الأفكار والأحلام .  بين الاستلقاء تحت شمس الأحلام حتى يروح العقل.  وبين الاستلقاء تحت ظلال الأفكار حتى أنير وأستنير .

في النّهاية , أردت أن أطلب منكِ قبسا من الدّهشة ، أرجوك أمكثي إنّي آنست ! وأعدك أني لن أُدخل أشخاصا الى حياتي  يفسدون لذة سمرنا وساعات تصافحنا . لم أكن أعلم أن العمل يجزّني جزّ الشّاة .  والأصدقاء كذلك بين فاشل و مفشّل . أمّا باقي من عرفت  فهم  عناقيد من عُقد .. عزيزتي أفكاري ، نحن الجميلات الكاتبات، القارئات، العاملات، السّاهرات، الفاهمات، الصّادقات، الخارجات من روح الحياة،  النّاقدات، الهادئات، الراقيات، السّاعيات لحفظ الجمال . إمّا أن نكون معكِ أو نصبح نسخة  مشوهة  تنظر بعين الشهوة المقززة.

دمتِ بخير , أنتظرك  
                                                 
sarille 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق