لا تبحثوا كثيرا ! بكلّ بساطة ، إذا تغير ذوقي فجأة وصرت أميل إلى إستماع الصوتيّات، وصارت يداي لا تمتدّ إلّا الى أروع الكتب .. حينها أكون أنا الفتاة الهاربة من الفراغ . الفتاة القوية . يومان فقط ويظهر لي إله الخيبات ليقول لي : أنا هنا أنتظرك أنا أبحث عنك . لازلت متعلقا بك بابتسامتك.. وها قد زارني اليوم : للمرة الألف يعود ليلحّ عليّ قبوله في ذات الظروف تقريبا، وأنا في أوج قوتي هروبا من الفراغ ، أظنه يراقبني كل حين .. لا ليس صحيحا هو فقط يشعر بي حين اتعثر، وهو يعلم أني كلما تعثرت صرت أقوى.
أليس اله الخيبات؟ لم يبحث عني وأنا التي لم أنحني لجلالته يوما ؟ هو من كان ولايزال ينتظر مني شهقة كلمة ليخرّ ساجدا .
حتى الأعداء بمرور الوقت يملون الكرّ والفرّ ويجلسون على طاولة المفاوضات .. تماما مثلنا أنا وهو .. منذ مدة ونحن نعقد اجتماعات تبدأ بالسؤال ثم طلب العفو لا بل هي خدعة لأتبعه . وأنا لم أتّبع يوما خيباتي فما باله ينتظر مني أن أتبعه إلهًا للخيبات . بكل ثقة في النفس يجزم لي أنّه لن يسأم .
يا لغرابته !! نزع عنه تمائم الإله، وابعد عنه عرشه، وترك معبده خاليا ليبحث عني !! لم أعد أنزعج من فعله ولا أستغربه . فأنا أراه فتى أسمر نزل بأرض أهلها صفرٌ خافوه فطافوا به وأعلنوه الاله . أمّا أنا فسأظل أراه الفتى الذي ما ينفك يبكي ممسكا بطرف ثوبي . لكن لمَ في هذا الوقت بالذات ؟ ولمَ أنا بالذات؟
إله الخيبات ! أَ تسمعني؟ بحق قوتك وبطشك !. بحق صبرك !. بحق شهرتك بين الخلائق !. بحق خوفي منك !. بحق كل ضربة نلتها من غيرك !. بحق عجزك امامي !. لنبقى اصدقاء . لا انت ترهبني اليوم ولا انت تغريني . وعلى سبيل الحقيقة انت سرّ إن اجهرت بك قالوا ويحكِ اما تسأمين ؟ وان كتمتك قالوا غاب إله الخيبات عنّا، حتما هو لك اليوم من التابعين .
لكلّ منّا إله خيبات خاص به ,, ولي إله خيبات لا يسأمني !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق