اذا كانت الحياة بهذا السوء .. فمن أنا؟
-أنا شيء من هذا السوء؟
-أنا السوء بعينه ؟
-أنا قطعة من الجمال سقطت على حين غفلة في حياة سيئة؟
فلنقل أني أنا شيء من هذا السوء المحيط بي ،، فلمَ إذًا كل هذا التذمر والقلق المسرف ؟ حتى لو أظهرت للعالم كله أني أنبذ هذا السوء فإنهم لن يروني بيضاء دون شائبة . ولا حتى ذات أصل أبيض غمسته الحياة في وحل السوء ثم إنتفض . أنا جزء من هذا القبح المنتشر وهم مثلي أجزاء منه . سنتنافر ونتقارب سنخوض في أمور تزيدنا سوء على سوء . نحن من سنتدفق سوادا لنصنع سوءً أشد ممّا وجدنا عليه أنفسنا. فلمَ الإتهام إذًا؟
لا بل لنقل أنا السوء ذاته .. نعم أنا السوء ! وأنتم لستم مغفلين لتظنوني بياضًا وكان على أعينكم غشاوة فإنغمستم فيََّ حتى تشوهتم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء . إن كنت أنا السوء، وأنتم البياض فلا تقتربوا واجعلوا بيني وبينكم ردمًا . ثم لا تتركوني في متناول أيدي الاطفال . بل أكتبوا عليَّ خطر موت! وأجاركم الله مني ومن سوئي .
كاذبون أنتم ولو توهمتم لا أنا بالسوء ولا أنا بقطعة منه . أنا البياض الذي لم تعرفوه يوما، وأنا الجمال الذي لم تستشعروه يوما . وجاهل الشيئ ينكره . أنا لم آتِ دون موعد ولم أنزل بينكم جاهلة لأمري وأمركم. ولم أسقط سهوا في سوئكم . كل ما في الأمر أني أنا الحياة وأنتم الموت . وها نحن نشكل سُنّة الله في خلقه . أعاذني الله من عيني ومن نفسي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق