قبل الإدّعاء ظلما وبهتانا على وليّ نعمتي .. أسأل الله باسمه السّتير أن يستر عليّ ولا يطلع مديري على هذا الكلام ... وإن كان هذا المكان لا يطلع عليه أحد ممن هم في واقعي الأسري والعملي إلا أني أخشى ما أخشى أن يكون من بينهم من يتابعني في صمت .
كإعتراف أوّليّ والله على ما أقول شهيد ، ''مدير عملي من جهة مشبوهة ! ''
وعلى غرار كل الباحثين المترصّدين المتّبعين لأخبار من يحيطون بهم ، أنا لا أفعل ذلك ! بل دقّة ملاحظتي وتأويلي هو ما شغل حياتي . ثم إنّ ما أكشفه الآن من حقائق قد تغير مجرى الحياة العمليّة لكل شخص يقرأ الآن ويحاول إعادة النظر في حقيقة مديره .
الجهة المشبوهة لا أعلم حتى اللحظة من هي.. لكن أعلم الكثير من التفاصيل التي أكدت شكّي ..
كإستثناء وُجوديّ، مديري لا يغلق هاتفه وليس له شريحة هاتف خاصة . بل بكل بساطة يجيب كل متصل هاتفيا وكأنه موظف سنترال . وهذا دليل كافي على أنه في مهمة خطيرة ولا تفوته فائتة. وبعيدا عن شبكات الاتصال العادية ... هو في حد ذاته شبكة اتصالات مستقلة بذاتها بيني وبين باقي الزملاء . وان كانت التكنولوجيا الحديثة مكنتنا من التواصل بين الطابق الارضي والعلوي بسهولة دون الاضطرار للنزول والصعود . فإن مديري يتخذ الدرج والممرات طريقا وطنية سريعة في كل حين بسرعة واحد معلومة في الدقيقة .
أَ و بعد هذا شكّ في كونه من جهة مشبوهة؟
أما الحديث عن سياسة كشف الأوراق ، فقد يطول .. لكن بكل بساطة المديرون من جهات مشبوهة يعتمدون على سياسة كشف الأوراق . لذلك تجد له مكتبا مستقلا لا يحوي مستندات ولا أوراقا خاصة بل تجد كل ملفاته متناثرة بين مكاتب العملة. لا تستغرب ان تجد كتابا من تأليفه الخاص على مكتبي فهو لا يخاف السرقة العلمية وجميع الحقوق محفوظة بالمكشوف . هو فقط يوزع حاجاته في كل مكان ليكون له حق التجول بكل حرية وثقة بتعلة البحث عن أوراقه . وهي سياسة متبعة في افلام ''كونان'' نسخة 1970 بالابيض والاسود .
حتى الآن أظن اني قد أقنعتكم بنسبة 70% أنه مدير من جهة مشبوهة .
تبقّى عليّ الآن ان أفسر بعض الغرائب التي تطرؤ أحيانا والتي ستتيقنون على إثرها ان شكّي في محله : من هواياته اعداد القهوة للعملة . فمثلا لو زرتني في عملي ودخل علينا شخص يحمل قهوة الضيافة فلا تشغل بالك بشكره و الاشفاق عليه . ذاك هو مديري وليس عامل الكافيتيريا . علّه يضع اسفل فنجان القهوة جهاز تنصنت =D هذه شاهدتها في فلم ومن الشباك لرميلك حالي لدريد لحام .
وأخيرا قد تجده الآن قائما على قضاء حاجيات الطلبة من اكل وشرب وتفقد مبيتهم ويجالسهم للحديث ثم بعد خمس دقائق تجده بقدرة قادر جالسا على كرسي المشائخ للتدريس بكل وقار . هذا ما يعبر عنه بانفصام المهام بغاية اكتساب ثقة المحيطين به . وهي احدى الطرق المعتمدة في الاثارة في القصص البوليسية المصرية التي كانت تباع في الثمانينات. أنا احتفظ حتى الآن ببعضها .
وكآخر حقيقة قد تقلب موازين القضية، ابنة مديري هي أيضا من جهة مشبوهة ، بعمر 3 سنوات وتحضر حلقات حفظ المتون.
ثم أقول لكل من أراد أن يقرأ التدوينة بنية الإصطياد في المياه العكرة . ما كتبت هذا الاّ لكوني صرت أحس نفسي فتاة من جهة مشبوهة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق