الأحد، 10 مارس 2013

الربيع الخامس~

جة طفلة)


 ثلاثة وعشرون ربيعا تكفي

  (لقتل سذاجة طفلة)


الربيع الخامس~

ترمقهم صباحا بعين البراءة، تحاول إستمالتهم، تبتسم ثم تمسك اللحاف بيدين باردتين ويختفي رأسها وضفيرتها القصيرة تحت الغطاء ،، هي لا تتوسل بل تود لو أنهم ولو لمرة واحده يعيرونها  أقلامهم. يعدونها ليلا و صباحا يتناسونها .
تنتظر خروجهم ثم تسرع لترى هل وفوا بالوعد أم لا .
 تعترض خطواتها السريعة صرخة أبيها: إلى أين؟؟؟!!!
- إلى أمي .
-كتابك، كراسك، قلمك الأسود، وتعالي نراجع ما حفظته البارحة !
كرهت ذاك القلم الأسود، صارت تود أن تكسره. لكنها كل مرة تفشل. ذاك النوع حتى بسكين الغيض لا يكسر.
 منذ سنة وهي ترسم به، وتكتب به، الكل يستعمله  ولا يجف حبره. وكأنه لعنة سوداء تنازعها كل صباح .
حتى شكله لا يلائم أناملها الرقيقة، تؤلمها كثيرا حوافه القاسية.
يكثر صراخ أبيها وعناده،، ولا ينجيها من قبضته إلا إفطار ترغم عليه إكراها ، ثم تندم أنها قامت من نومتها.

مالم تفهمه فتاة الخرز أن كل الآباء عملهم خارج المنزل، إلا هي  لا تكاد تخلص منه وتجالس أمها  بين قطع القماش حتى يناديها من خلف باب مكتبه: تعالي أسمعيهم ما حفظتِ !
تدخل خجلة وقد تعودت وجوههم ، أحيانا تحس أنها قد إنتصرت حين يعجبون بفستانها ويتناسون تلك الكلمات التي تحفظها سخفا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق