الجمعة، 8 مارس 2013

زهرية|~









تنزوي في ركن  مقابل للنافذة، تسوّي مجلسها وكأنها ستقضي سباتها المعتاد في الكتابة هناك،، لكنها سرعان ما تقوم لتسدل الستار وتكتفي بهالة خافتة لا تكاد تظهر حقيقة عينيها . تلك الجلسة التي إعتادتها ، حتى وسائدها المهترئة لو أستفسرت لأجابت "كذا هي حين تواري عن نفسها ضوء إلهيًّا وتكتفي بنور جهازها ، كل ما في الغرفة يتهيء لسماع قصتها : حتى كوبها الأحمر يمتلِئ لوحده، فمجرد قيامها لتستسقي قد تنتهي معه الحكاية ..عادة ما تكثر مساندها حتى تظل أطول مدة مفتولة الجفنين." تكتفي بالماء فهي لم تعتد القهوة، فلسفتها في النوم والإستيقاظ وتعديل المزاج أن ليس للقهوة يد في ذلك. 


مرّ على خاطرها حديث نفس بأنها اليوم في كتابتها ستكون بسيطة في إنتقاء كلماتها وستستغني عن بديع اللفظ والكلام المقفّى، لتسحب من بين أناملها غزل فكرة بلغت مداها وضوحا.. حتى آن لها أن تلفظها كتابة.

 تعودت أن تنظر حواليها قبل أن تختار كلمة البدأ. لكن هذه المرة ضاعت عنها الكلمات، وبقيت تعيد النظر في كل شيء حولها وكأنها الأن فقط تنتبه إلى اللون الزّهري: الستار واللحاف، المساند، المكتبة الصغيرة، دفترها، علبة المحارم، جورباها، نمارقها، سجاتها، إسدالها، وحتى ميزان لها ..  كلها بذات اللون. هي من إختارتها وكل ما في الغرفة عليه لمسة زهرية من يديها.

الأمر قد يبدو عاديّ ..المخمل والدّانتال وشرائط السّاتان تلازمها لكونها فتاة، وعمر الفتاة لا يقاس بحوائجها ومشطها وبكلة شعرها. مرة أخرى بعد سنة تقريبا تعشق غرفتها وتترك تلك الفكرة التي أرادت ترجمتها لتقوم بتحسس ماتراه عيناها. حتى الميزان جربته ولم تكن قد فعلت ذلك منذ زمن، كل ما في الغرفة يوحي بالحياة لونًا ولكنه جامد منذ شتاءين. إبتسمت إستهزاء بوزنها. صارت تعلم أنها هبة هذه الحياة بروحها الزهرية لا بشكلها أو وزنها. ثم اقتربت من خزانتها، وعلى أطراف قدميها حاولت أن تمد يدها الى علبة تجمع فيها بعض أساور الخرز التي إشتغلتها، لم يعجزها قصر قامتها بل تمكنت من سحبها جلست وجربت بعضها مبتسمة.. لوْلا أن لاحظت أن ساعتها المخبأة قد توقفت، فسنة من شبه الحياة كفيلة بأن  توقف عمرا كاملا لا ساعة فحسب. حاولت فكها لتغير بطاريتها لكن أناملها أبت ذلك. ودّت لو أن هناك من يعيد نبظ ساعتها. لكن هي من إختارت أن تكف عن الكتابة اليوم ، لوْأنها دونت فكرتها لصنعت بخيالها فارسا يعيد نبض الساعات. 


هي لا تعلم كيف وجدت نفسها بين كل هذا! علّها بداية حياة ، أوعلّها صارت بأفضل حال، بل علّها كتبت فارسها وهمًا وأحبته سرًّا /* 



لـ ،، فتاة تشبهني 
























ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق