الجمعة، 15 فبراير 2013





وأنا أسال ذاتي ما مأتى تلك المضايقات ، لمْ أشغل وقتي بالبحث في الأسباب النفسية ولا في المعايير الثقافية، لأن الأصل في كل مبحث أن يعود السائل إلى أصل النطق قبل المعنى وإلى أصل الفعل قبل المَسْعى ، فمركّب الإسم له منه نصيب، و أجوف الإسم له منه الشيء الكثير، وأعجمي الإسم لا ينقى، وحرفيُّ الإسم واضح بوضوحه، مستتر بإستتاره، وموصول بوصله وكذا قد يَمنع من ظهوره إشتغال المحل ، ها قد جمّعت وأدغمت ، والآن أخصص وأبيّن :

ما تقسيم الأسماء عند النحويين إلا لمؤنث ومذكر ، وتقسيم الأسماء في نظري إلى حامل تاء و جاحد بها . وحامل التاء حامل عبء. مخفوض بالكسر وإن نُصبَ، مجرور بالحرف وإن سَبق: كعائشة وأميرة و خولة وسارة ... حبل مشنقة تلك التاء في آخره ضيقوها علينا  بحجم الصّبر فينا ، ما بالكم ومثيلات هدى ووفاء ومريم وأروى لا كتم ولا همس  بل جهر بالنفس .!

ومن تلك التاء المغلقة إشتد وثاق البؤس ، حُمِّلنا بها أوزارا حدّ اليأس وأمور أخرى لا داعي للخوض فيها من باب الحدس .
ما إرتبطت تلك التاء إلا بضيق  وما إجتمعت علينا إلا بتشويه وتأويل ، وإن راودناها عنا أسكتتنا وإن حاربناها جيشت لنا كل ذي ناب من الصفات وعادتنا .

دعوة مني أنا حفيدة خمس تاءات متتابعة وإبنة تاء ظننتها النجاة فكانت هي الأخرى للإيهام لا  للعتق من الأوهام .
ظنهم بكل إسم  مختوم بتاء الشنق تلك أنه لجارية في سوق المتصابين أو حليلة صاحب هوى كمن عرفوا من السابقين .
عاينوا في ذاك الحرف لينا وسذاجة وشيئا من الخوف وبعضا من الصّفاقة . وكل من مرّ بأعتاب الحرف ذاك... ألقى سلاما و أعاد ، وتحدث ملء الشدقين وزاد، وأعرب عن إعجاب يجزم عنه العاقل أنه إستعباد.
بعدا لكم عجائز وغلمانا !

،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق